في نفس الوقت ده من سنة كنا بنستعد في تجهيزات قافلة "أسيوط" و ديه كانت اول قافلة يقوم بها فرعنا الحبيب" رسالة المهندسين" فبالطبع كانت اول قافلة يكون لها ترتيبات خاصة من جهة الدعايا و التنظيم....
عدت الايام بسرعة في التجهيز و التحضير و جه يوم السفر اليوم اللي كنت بتمناه من ساعة اخر مرة كنت في قافلة بعيدة اللي كانت في "إسنا" 2008 و السبب طبعا مش الفسحة او التهريج لا السبب اننا بنروح لناس محتاجه صعب ان اي حد يوصلهم و تقريبا انت بتكون من الناس القليلين اللي ربنا اختارها علشان تعمل العمل ده
يوم الرحيل
. فاستعنت بالله و ذهبت للمنزل لتحضير الشنطة و جئت مسرعا الي رسالة للسفر و من هنا بدأت الرحلة ولاكن لم تكن كاي رحلة انها رحلة في سبيل الله.
اتذكر بعض المواقف التي حدثت لي اثناء سفري مع سواق العربية النقل التي كانت تحمل محتوايا القافلة كنت ساعتها فرحان اوي لانني كنت الوحيد الذي يستطيع الذهاب مع السائق.
بدات الرحلة حوالي الساعة 4 عصرا كان " محمد ربيع" معي انا و السائق لكي يوصف لنا طريق نذهب منه متخفين من اعين الشرطة التي تتربص بمثل هذه العربات في النهار لانها ممنوعة من السير في مثل هذا الوقت. و بدأ فعلا ربيع في وصف الطريق و عند بداية طلوعنا الي الكوبري المؤدي الي الدائري لكي ناخذ طريق مصر - اسيوط الصحراوي, انتظرنا حوالي اكثر من 3 ساعات في الشارع لكي نستطيع الصعود الي اول الكوبري و هذا بسبب شدة الزحام طوال فترة انتظارنا ظل السائق يشتم و يِــدعي علي "ربيع" الحقيقة قلت اجاري الراجل علشان شكلة مكنتش مستريحلة فبعد ما زهق من الكلام علي ربيع بد يتكلم عن حوادث الاغتصاب فقلت في نفسي: "اااااااه شكلي وقعت ولاحدش سمي عليا" فقلت احاول اصده من الكلام في هذا الموضوع.
الحمد لله وصلنا بعد 3 ساعات اول المحور هييييييييييييييه, بدا السائق في تشغيل الكاسيت اللي مكنش اصلا صوته باين اذا كان حد بيغني ولا حاجه بس الواضح انه كان متمزك اوي من اللي بيسمعه ففضلت الصمت و تركته في اندماج شديد .
الطريق طويل و كل شوية عيني تغفل و اصحي تاني خوفا من هذا الرجل الغريب .لم اتذكر ما الذي كان يقوله هذا الرجل لكن كل مرة كان بيضحك كنت اضحك معه لكي اظهر له اني متابع معاه.
و بعد فترة نزلنا قهوة عالطريق (ما هو برضه لازم ياكل ) - المهم نزلنا من العربية و اول حاجه كنت افكر فيها اني ادخل الحمام, و انا بالداخل كنت دائما افكر ان السائق ممكن ان يتركني و يخلع ههههههه
و لما خرجت وجدت السائق قاعد مع شله صاعيدة عاملين يأكلو و يشربو الشاي و السجائر. فجلست معهم و لحد ما السائق خلص اكل.
بدأنا في التحرك تاني متجهين الي جحدم (أسيوط) و كان في هذا الوقت العربة الاولي وصلت و تم تنزيل المساعدات منها.
و بعد عدة ساعات وصلنا لمكان فيه ناس - بس ايه ده- مش لاقي غير عمارات بس
كان المنظر اقرب من مشهد من فيلم رعب, الشوراع خالية و بقايا فرح فقط الكراسي و النور هو المتبقي من هذا الفرح و كان لا يوجد ولا حتي رجل واحد في هذا المكان. بدأ الخوف يتملكني و عندها تذكرت كل الحوادث التي حصلت في الصعيد.
و بعد ما انتهينا من هذه القرية لاقيت نفسي داخلين علي منطقة زراعية لا يودج بها ايضا ولا كهرباء و لابشر تدل ان فيه اي حد عايش هنا و فهذا التوقيت بدا السائق يكلمني عن الحشيش و البانجو. و ساعتها قلت لنفسي- أن أن أن دش - شكلي وقعت و لاحدش سمي عليا المهم قعدت اتابدل معاه الضوحك لحد ما يسكت, ايوه طبعا اتنين في طريق زراعي و هو كان شكله حشاش.
و بعد فترة قصيرة اراد السواق ان ينزل لكي يشرب "حلبة" و كان يريدني ان انزل لكي اشرب معه لكني المرة ديه رفضت و اتنرفزت شوية لاننا متاخرين و الاتوبيسات التي تنقل المتطوعين هتوصل قبلنا. خلص شرب و انا كنت كل شوية انظر في ساعة الموبيل الذي كانت بطريته اوشكت علي الانتهاء , الفضل رجع لربنا ثم لربيع الذي اعطاني كل النمر المهمة علي ورقة خاريجية تحسبا لاي ظروف .
الحمد لله الحمد لله وصلنا جحدم و في طريقنا للقرية وجدت قرية بالكامل من المسيحيين كان المنظر غريب اووي تقريبا اول حاجه اشوفها بالشكل ده, بعدبها بشوية لاقينا الجامع اللي قالولنا عليه و الناس اللي في الجمعية منتظرينا.
بعد ما وصلنا نزلت سلمت عليهم و شكلهم مكنش مصدق ان المساعدات هتتبعت مع واحد شكله صغير زيً. المهم استقبلوني استقبال كويس و بدأو في تنزيل المساعدات للمخزن و انا كنت بحاول اتصل باي حد من الذين وصلو قبلي لكي ياخذوني لمكان المبيت, لكن تقريبا كانو نايمين فقلت:"بدأت رحلة الكفاح" المهم كلموني تاني علشان يقوليلي :"نام انت مع الحاجه" - جحدم - ايوه بالظبط ده كان نفس الاحساس اللي جالي .
الناس بتوع الجمعية كترخيرهم مرضيوش طبعا اني انام مع البضاعة و طلبو مني ان اذهب لكي انام في بيت واحد اسمه "هاني" طبعا اول ما قال تعالي عندنا مقولتش لأ و ديه كانت قصة اول يوم لينا في جحدم- أسيوط
0 comments:
Post a Comment